إحمي طفلك .. من مشاعر الخوف
تعجز الكثير من الأمهات عن التعامل مع ماينتاب ابناؤهن من مشاعر الخوف التي تأتي في بعض الاحيان مبالغ فيها.. كالخوف الشديد من التواجد في الظلمة او تخيل أشياء مخيفة وغير حقيقية او توجس الطفل من وقوع الضرر له او الخشية من لقاء الغرباء.
فما الذي يدعو اطفالنا للشعور بالخوف.. وكيف يمكن لنا السيطرة علي هذه المشاعر واستعادة الثقة والطمأنينة لنفوس ابنائنا.
يقول خبراء الصحة النفسية ان المتخيل يبدأ لدي الطفل في عمر سنتين او ثلاث سنوات دون ان يمتلك في نفس الوقت حس التمييز والادراك للتفريق بين الاشياء وبخاصة بين أوهام خيال اليقظة والحقائق الواقعية وبالتالي يبعث اي شئ مجهول يراه الطفل الخوف في نفسه.
تخيل اشياء مخيفة
فكثيرا ما يعتقد الاطفال بوجود اشياء مخيفة ومؤذية لهم في الاماكن المظلمة وانه سيهجم عليهم شئ ماداخل تلك الاماكن ويعتبر التلفزيون من أسوأ المتسببين بهذه المشكلة لدي الاطفال من خلال مايعرض من مشاهد العنف والمظاهر المخيقة وللاسف لايدرك الوالد ان عادة ان مثل هذه البرامج تصيب ابناءهم بعقد الخوف من كثير من الاشياء خاصة اذا ماصاحب هذه القصص الخرافية او الواقعية فالموسيقي تثير الذعر والاضطراب وهي عوامل كافية لاثارة مشاعر الخوف لدي الطفل.. وهو مالابد من الانتباه اليه وعدم تعريض الاطفال لمثل هذه البرامج التي تترك اثراً سلبيا علي نفسية وطريقة تفكيره.
تساهم كذلك كتيبات القصص المصورة او المقروءة كمصدر اخر لبعث الخوف ليلا لدي الطفل فنظرا لما يتمتع به من نشاط الخيال تعود الي ذهنه مثل هذه الصور والافكار الموحشة حينما يكون وحيدا في ظلمة الليل وتختلط لديه صور الوحوش الغريبة الشكل او الساحرات ذات الشعور الطويلة وتنشأ امامه خيالات مرعبة لايمكن حتي للطفل نفسه وصفها لاحقا خاصة مع انتهاج بعض الاباء والامهات في ترويض ابنائهم عبر تهديدهم بأنهم اذا لم يسمعوا الكلام فسيأتي لهم الغول ليلا ليأكلهم أو انهم سيحبسون في غرفة الفئران وما الي ذلك.
لاتسخري من مشاعره
لحلول مشكلة خوف الطفل تقول الدكتورة نادية قاسم الاخصائية النفسية بالمجلس القومي للامومة والطفولة بأن اول وافضل مايمكن للوالدين فعله هو التواصل مع الطفل واحترامه واظهار الصدق له.
في تفهم خوفه ومعاناته وأسوأ مايمكن للوالدين فعله هو الاستهزاء بخوفه واخبار اخوته بذلك وتعنيفه علي قلة عقله واظهار الاستخفاف به ووصفه بالضعف.
لابد ايضا من اتباع اسلوب الهدوء في الحديث مع الطفل حول خوفه واعطائه شيئا من الامان ومساعدته في التغلب علي هذه المشاعر وهذا مايحصل بالاستماع اليه وتواصل الحديث معه واعلامه بأن الخوف مشاعر طبيعية ولكن علينا ان نقاومها ونعمل علي التغلب عليه.
من الطبيعي كذلك ان يزداد خوف الطفل في الليل وعند النوم وان يبدأ بإبداء حاجته الي امه ورغبته ان يكون معها وتحديدا ان ينام لديها في سريرها والمطلوب من الام ان تظهر للطفل القرب منه واحاطتها له بالرعاية وصدق احساسها بما يعاني منه ومن الجيد افهامه بأن من الطبيعي ان يبحث عن امه ويطلب الامان لكن علي الام الا تتمادي في الاستجابة لطلباته وان تقاومه برفق ولطف لان النوم لديها لن يحل المشكلة والافضل أن تقدمي للطفل مايشعره بالامان الحقيقي والقوة لازالة الخوف كإخباره بأن امه ستكون بجواره عند حاجته لها وانها ستشارك مع والده في تفقده من وقت لاخر ولابأس بأن يعطي أي شئ يطلبه ليضعه بين يديه ليشعره بالامان كإحدي الدمي مثلا مع عمل اضاءة خافته له بالغرفة
موضوع: إحمي طفلك .. من مشاعر الخوف 
الجمعة يونيو 11, 2010 5:00 am
